فيديو وصور… “الإعاقة لا تضيع الطاقة والإرادة أساس النجاح”

 21/01/2020

القدس- تقرير معا- “الإعاقة لا تضيع الطاقة والإرادة أساس النجاح”… هي شعارات وقناعات يحملها عشرات المكفوفين داخلهم لتنير بها طريقهم، وتجعلهم أشخاصا فاعلين في المجتمع، معتمدين على أنفسهم وإراداتهم.في أحد طرق البلدة القديمة من القدس، وبالتحديد داخل بناية أثرية في “عقبة المفتي/طريق الآلام” يقوم عشرات المكفوفين بصنع “المكانس والفراشي بأنواعها المختلفة” داخل الجمعية العربية للمكفوفين، بعد ان وضعوا إعاقتهم جانبا.

مكفوفون: نستثمر الطاقة والارادة فوق الظروفبسام محمد المعطي من بيت لحم قال وهو يقوم بوضع القش في ثقوب الخشب للانتهاء من عمل الفراشاة “قاعدتي بالحياة بأن الطاقة موجودة فينا علينا أنا نخرجها ونستثمر طاقتنا ونتحدى إعاقتنا، وأن لا تكون الإعاقة في أي يوم عائقا أمام الطاقة والطموح”.وأضاف شاكرا الجمعية العربية “لقد فتحت لنا الجمعية أبوابها للعمل فيها، وهي المؤسسة الوحيدة التي استقبلتنا، فلا مصدر عمل أو دخل لنا، والعمل في شغل المكانس الشغل لا يحتاج للنظر”.أما محمود حسن طه من قرية قطنّة شمال غرب القدس، سرد قصته مع عمله فقال “في التاسعة من عمري تعرضت لحادث أفقدني البصر وعددا من أصابع يدي، ورغم ذلك تمكنت من التعلم والعمل ومواصلة حياتي بشكل طبيعي، داخل الجمعية نقوم بصناعة الفراشي والمكانس المختلفة، حسب طلب السوق، عملنا بحاجة لدقة اللمس”.وأضاف :”الإرادة فوق الظروف، علينا حب الحياة ولا لليأس وتفاءل دائما وأي باب يغلق يفتح غيره”.وأوضح أن العمل لصناعة المكانس أو الفراشي يمر بعدة مراحل، تبدأ بتقطيع الخشب الى الأحجام والقياسات المطلوبة ثم ثقبها ووضع القش الملون فيها تليها مرحلة قص القش ثم وضع اليد.”

تاريخ الجمعية وهدفهاوعن تاريخ الجمعية أوضحت مديرتها نادرة بزبز، لوكالة معا أن الجمعية تأسست عام 1932 أبان الانتداب البريطاني على يد مجموعة من المكفوفين، الذين عملوا على إنشاء مركز لهم للتواجد والتجميع فيه، حيث كان الكفيف مهمشا.وأضافت بزبز أن هذه الجمعية تعتبر الجمعية الأم على مستوى الوطن العربي، ومن المؤسسين والمبادرين لإنشاء الجمعية هو صبحي طاهر الدجاني، الذي كان مبصرا ثم أصيب بمرض وهو صغير أفقده البصر، وبالتالي لم يتمكن من إكمال تعليمه، فقامت عائلته بإرساله للدراسة في لندن ثم سوريا، وتمكن من تعلم القراءة والكتابة، واعتبر أول كفيف على مستوى الوطن العربي يدخل الجامعة، وانتدب من اليونسكو لتأسيس مراكز للمكفوفين في أنحاء الوطن العربي.وأوضحت بزبز أنه داخل هذه الجمعية تم تعليم القراءة والكتابة للمكفوفين وطبع أول قران بلغة المكفوفين.وأوضحت أن هدف ورؤية الجمعية قائمة على إيجاد مهنة للمكفوفين للعمل فيها، ليثبتوا للمجتمع على قدرة الكفيف على الاعتماد على نفسه والتنقل لوحدة والإنتاج والعمل وهذه الجمعية فتحت للمكفوفين باب رزق وعمل.وأشارت بزبز أن الجمعية اليوم تضم أكثر من 150 كفيفا من جميع أنحاء فلسطين، يعملون تحت أروقتها أو في منازلهم وجميعهم يعيلون أسرهم، وبعضهم لديهم أولاد في المدارس أو الجامعات.وتضم الجمعية مشغل ومنجرة، ويعمل داخلها 25 كفيفا، وهناك آخرين خارجها لعدم مقدرتهم الوصول اليها حيث يتم تأمين المواد الخام لهم، ويعملون من منازلهم، كما أوضحت السيدة بزبز.وأَضافت بزبز أن المواد التي تستخدم هي مواد طبيعية وصديقة للبيئة، وتزرع زراعة موسمية في الهند والمكسيك، وعلى سبيل المثال “مكانس الشوارع” تصنع من “قشة أشبه بالنخيل” ، أما “مكانس الأرض والأحذية” تصنع من شعر الخيل، وكما تستعمل قشة جوز الهند والليف الأبيض، وتصنع فراشي “للبناء وأخرى لتعبيد الطرقات”.وأكدت بزبز على حرص الجمعية على صناعة مكانس ذات الجودة العالية، رغم منافسة المكانس والفراشي المستوردة والتي تكون مقلدة لعمل المكفوفين، حيث تكون اسعارها أقل .الا انها اشتكت أيضا من كساد وقلة التسويق، وناشدت التجار التعاون وشراء انتاجهم ودعم الجمعية وتوفير فرص عمل لهم بشكل أكبر ودائم، كما دعت البلديات المختلفة الى الشراء من منتوجات المكفوفين، ليستمر مصدر رزقهم الوحيد في إعالتهم ودعمهم معنويا باستمرار عطائهم.

الخبر على موقع و كالة معن الاخبارية  إضغط هنا

مساعدتنا على جعل عالم افضل لذوي الاحتياجات الخاصه - فئة المكفوفين

التبرع

اتصل بنا